سعيد صالح .. بطل ليالي الحلمية وأرابيسك مع وقف التنفيذ

رحل سعيد صالح في الأول من أغسطس سنة 2014 بعد رحلة فنية طويلة، قدّم لنا
خلالها مئات الأعمال تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفاز، واستطاع أن
يحفر اسمه بين أبناء جيله من الكوميديانات.خمسة أعوام مرت على رحيل سعيد
صالح أحد أهم رموز الكوميديا المصريين والعرب على حد سواء، "قنبلة" ضحك
وإفيهات إذا جاز لنا التعبير، عاشق للفن بوجه عام وللمسرح بوجه خاص، صاحب
موهبة متفردة وأسلوب مميز في التمثيل، مرسي الزناتي في مدرسة المشاغبين
وسلطان في العيال كبرت.

رحل سعيد صالح في الأول من أغسطس سنة 2014 بعد رحلة فنية طويلة، قدّم لنا
خلالها مئات الأعمال تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفاز، واستطاع أن
يحفر اسمه بين أبناء جيله من الكوميديانات أمثال عادل إمام وسمير غانم
ويونس شلبي، لا يشبه أحدًا في أدائه ولم يقلد مَن سبقوه.

وأنا أبحث في تاريخه الفني، فوجئت بأن دور صلاح السعدني في مسلسلي
أرابيسك وليالي الحلمية كانا مكتوبين لـ صالح في الأساس، إذ قال إنه لم
يقدمهما لظروف ما، وتخيلته وهو يؤدي شخصية العمدة غانم وحسن أرابيسك
بدلًا من السعدني، بالطبع كان المسلسل كله سيختلف عما شاهدناه: مزيد من
الكوميديا والإفيهات، والخروج عن النص.

سعيد صالح

ممثل ولد عام 1938، في مصر, المنوفية (وتوفي عام 2014)

سعيد صالح ممثل مصري شهير بأعماله الكوميدية، اكتشفه حسن يوسف وقدمه إلى
المسرح، وكانت من ‏أولى مسرحياته (هالو شلبي)، ثم قدم بعد ذلك المسرحية
كاسحة النجاح (مدرسة المشاغبين) التي ظلت تعرض لمدة 6 سنوات،

أتبعها بمسرحية (العيال كبرت) مع نفس طاقم العمل، والتي يعتقد الكثيرون
إنها فاقت نجاح سابقتها. قدم مئات الأعمال منذ بدايته حتى وفاته عام 2014
وكان من المخضرمين في عالم السينما العربية.

نبذة مطولة

البدايات

الإنجازات

حقائق سريعة

سعيد صالح والزعيم.. السر في التلقائية

وأنا أتذكر أعمال سعيد صالح التي شاهدتها سواء بمشاركة عادل إمام أو
بطولته وحده، اكتشفت أنه يضحكني أكثر من الزعيم صديق عمره كما كان يردد
دائمًا، وتساءلت عن السبب بالرغم من أن نجومية إمام أكبر وشهرته أوسع؟
الإجابة من وجهة نظري الخاصة تكمن في التلقائية..

وجدته يمثّل ويُلقي الإفيهات دون أن يحسب لها حسابًا مثل الزعيم، يقول ما
يخطر بباله أثناء وقوفه على المسرح ولا يبالي بالنتائج، لا أقصد هنا
الخروج عن النص فكلاهما يتميز بذلك، وإنما حِرْص الزعيم أكبر بكثير من
صالح، الذي كثيرًا ما تسببت تلقائيته في مشاكل كثيرة بل ودخل بسببها
السجن.

في أحد لقاءات الفنانة سهير البابلي – وهي أبلة عفت معلمة تلاميذ مدرسة
المشاغبين – سُئلَت عن الفرق بين سعيد صالح وعادل إمام، فأجابت: "سعيد
اللي بييجي في باله على المسرح بيقوله، لكن عادل بحب الأستذة بتاعته وإنه
بيحسس على الإفيه قبل ما يقوله للناس".

السجن.. كلاكيت ثالث مرة

يحكي سعيد صالح أنه دخل السجن ثلاث مرات أولاهما لمدة ساعة والثانية 17
يومًا، ولكن المرة الثالثة قضى فيها سنة كاملة خلف القضبان، ويؤكد أن
المرات الثلاث تم "تلفيق" التهم له بسبب مسرحياته التي انتقدت الأوضاع
الاجتماعية والسياسية للمصريين، ولكنه لم يندم على ذلك بل استفاد من تلك
التجربة.

"اتهموني إنى بشرب مخدرات.. كنت بشرب قبل كده إنما وقتها مكنتش بشرب"،
بتلك الكلمات لخّص التجربة المريرة التي عاشها في السجن لمدة عام، ولكنه
بنظرة الفنان وبرغم صعوبتها حوّلها إلى مرحلة فارقة في حياته: "كويس إنه
اتلفقلي دي لأنها أثرت في جدا وعلمتني حاجات كتيرة، وخلتني أحب القرآن
ومتدين، وحجيت بعدها 14 مرة ورا بعض"، مؤكدًا: "الظلم صعب بس مفيد وعلمني
الصبر".

صراحة زائدة.. وآراء جريئة

لم تقف جرأة سعيد صالح عند اعتلائه خشبة المسرح، ولكنها امتدت إلى جميع
حواراته التلفزيونية التي أجراها، إذ تميزت بالصراحة الشديدة والآراء
الجريئة، سواءً في حال الفن عمومًا أو في زملائه من أبناء جيله أو
الفنانين الجدد، فقد انتقد في حواره خلال برنامج "بدون رقابة" ظهور كل من
يحيى الفخراني وصلاح السعدني ونور الشريف في مسلسلات رمضان كل عام.

"مش لازم يطلعولنا بمسلسلات رمضان كل سنة.. نستريح منهم شوية وهم يستريحو
مننا شوية"، قالها بدون أدنى تردد ولا تفكير في ردود أفعال هؤلاء
الفنانين، لم يخش أن يوجهوا له اللوم ولا عتاب المشاهدين على هذا الهجوم،
وإنما دعّم رأيه بأن المجال الفني يجب أن يُفسَح للوجوه الجديدة وكذلك
الفنانين الجالسين في بيوتهم بدون عمل.

أقرا أيضًا: فنانات لبنانيات ساهمن في تشكيل الفن المصري

سعيد صالح أم عادل إمام؟

دائمًا ما كان يرفض سعيد صالح وضعه في مقارنة مع عادل إمام، مؤكدًا عمق
وقوة صداقتهما التي لم تفسدها تلك المقارنات، ولكنه في الوقت ذاته يتحدث
عن مسيرته الفنية باعتزاز وثقة كبيرة بالنفس، رافضًا مقارنة ما قدمه في
المسرح بغيره حتى وإن كان الزعيم، وكان يرى أن نوعية المسرحيات التي
قدّمها لم يستطع الزعيم ولا غيره مجاراته فيها.

"ميهمنيش أعمالي اللي فاتت وتسقيف الجمهور عليها، يهمني اللي لسه معملتوش
وهل هيعجب الناس وتسقف له برده ولا لأ"، تلك الجملة أصابتني بالدهشة لأن
أي شخص وليس الفنان فقط يحب لحظات المدح والإطراء لا سيما إن لم تُصبه
بالغرور، ولكن صالح شغله الشاغل كان ماذا سيقدم بعد ذلك؟

فنان حتى النخاع

"يوم وفاة أمي مثلت على المسرح في مدرسة المشاغبين، وبعد العزاء قعدت مع
عادل إمام نضحك للصبح"، تحدَّى سعيد صالح جو الحزن وفقدان أمه ودخل في
نوبة ضحك هستيري مع صديق عمره، واعترَف أن ذلك جاء كـ رد فعل عكسي،
وأيضًا التزامًا بموعده مع الجمهور، الذي لا يستطع أن يخلف وعده معه.

تعليقات

المشاركات الشائعة